فقد الدنيا عندما فقد صديقاً

دخل على محطماً ممزقاً ، في عينيه مأتم ، على شفتيه نحيب مكتوم ، سألته فزعاً ماذا جرى ؟ قال فقدت كل شيء في الحياة ! سألته : هل ذهب مالك : قال: مالي كما هو . قلت: هل ضاع منصبك ؟ قال : إنني باق في منصبي . سألته : عل فقدت ولدك؟ قال : بل إن ولدي بخير ؟! سألته ماذا حدث ؟ قال : لقد فقدت صديقي كان صديقي هو عمود الفقري الذي يقف خلفي عندما أواجه الأنواء ! كان العصا التي أستند إليها ! كان المنديل الذي يمسح دموعي ! كان المرهم الذي إذا جرحت ، كان الشمعة عندما تظلم الدنيا من حولي ! ثم ذهب صديقي وشعرت لأول مرة أنني وحيد غريب في بلدي ضائع وسط الزحام . أحتار ولا أجد دليلي ، أتوه في صحراء الدنيا ولا أجد راحتي . ما أشقى الإنسان عندما يتعذب و لا يجد من يشكو إليه ويتألم ولا يجد صدراً يحنوا عليه . هذا الصديق هو صديق العمر كله . قاسى بجواره أحزانه وشاركه أفراحه . ضحك معه وبكى معه لم يبق من العمر سنوات ليصنع فيها صديقاً جديداً .

الصداقة لا تولد في يوم وليلة . إنها تمتحن في الشدائد وتظهر في المحن وتقوى في المواقف الصعبة . أصدقاء السلطان يعشقون السلطة فإذا ذهب الكرسي ذهبوا معه أما صديق المحنه فهو الذي وقف بجانبي عندما تخلى الناس عني ، ثبت بجواري عندما هرب الأصدقاء ، نطق باسمي عندما كان النطق باسمي جريمة ، دافع عني عندما كان الدفاع عني خيانة وصمد بجواري وهو ضعيف . هل غلطتي أنه كان لي في الدنيا صديق واحد وما ذنبي أنا إذا وجدت فصاً واحداً من الماس في جبل من الزجاج ؟ إننا لا نستطيع أن نضع إعلاناً قي الصحف نطلب صديقاً .

قلت له : الدنيا مليئة بالناس الطيبين ........ إنك لن تجد كل الصفات في رجل واحد قد تجد العقل في صاحب ولا تجد فيه خفة الدم وقد تجد المروءة في رجل ولا تجد فيه الصمود وقد تجد طيبة القلب في إنسان ولا تجد فيه الشجاعة ، نحن نخطأ إذا طلبنا كل شيء في إنسان واحد ولهذا يجب أن نبحث عن كل ما نريد في كل الناس ........

ابحث يا صاحبي .... وقد تجد عشرة أصحاب يصنعون مجتمعين صديقاً واحد

يسلموووووووووووووووو حووووبي

.ثانكيوووو
على المرور